كان أصحاب تلك المواقف جميعهم بإغفالهم الاستبعاد يمنعون نشوء فرضية جديدة شارحة تمكن من إدخال فكر جديد، كان ممكنا حين استنتجوا تخلف الأحكام عن الواقع وتطور الواقع بمعزل عن المرجعية أن يفكروا في الحلول من خارج المرجعية لأن الوقائع ليست من جنس النوع المعين للمرجعية وهي فرضية الإصلاح. كان من الممكن أن يختبروا الفرضية في علاقتها بالواقع. هل الوقائع مطابقة لما تستهدفه الفرضية المرجعية وهل لها نفس الخصائص، وهل هي من نفس التجربة أم مختلفة؟ عن كل ذلك لم يسأل وحدث انقلاب في المنطق. لقد تخلوا عما يستقيم معه ، فحين تند القضايا عن المرجعية ويطالعنا عدم التطابق كان لابد من شك في صحة المرجعية النظرية وحتى إن لم نجرؤ على الطعن في صحتها كان يمكن أن نشخص سبب عدم تطابقها مع القضايا حتى نقدر نهائيا قيمتها بالنسبة إلى واقعنا . بدأ الخلل حين اعتبروا المرجعية فرضية ثابتة واعتبروها صيغة ضرورية لإضفاء المعنى في العصر . ومن ثم لم يعد للاستقراء والاستنتاج اي دور ولم يحدث الاستبعاد.
دز تهامي العبدولي |
المؤلف |
الاكاديمية الثقافية العربية الاسيوية ودار البلد |
الناشر |
2005 | سنة النشر |
17,5x24 | القياس |
ورقي غلاف عادي | نوع الغلاف |
320 |
عدد الصفحات |
ISBN |